28 ثانية رسم بالسكين، توّجت التشكيلي اللبناني حسين سلوم بلقب أسرع الرسامين العرب، في مسابقة «السمبوزيوم» التي نظمت في جمهورية مصر العربية، بمشاركة فنانين من سلطنة عمان والبحرين ومصر والعراق والأردن وغيرها، لتحتل لوحته التي جمعت بين السماء والجبل والنهر الجارف المركز الأول، مرفقة بميدالية ذهبية وشهادة تقدير من الاتحاد العربي للتطوير والتنمية الخاص بجامعة الدول العربية. وفي السادس من شباط، كان سلوم على موعد مع إنجاز غير مسبوق في المحافل العربية، وذلك عندما حاز على لقب «كوميسير عام» في الأكاديمية العربية للدراسات الحديثة، ما سيسهل له تنظيم معارض ومهرجانات عربية ودولية في لبنان برعاية جامعة الدول العربية. وينضم هذا الى سلسلة الإنجازات التي حققها للبنان.
وكان سلوم يلبي دعوة للمشاركة في معرض إبداع الاسكندرية الدولي الجماعي، فتفاجأ بالمسابقة، إذ تمكن من رسم لوحته بالسكين خلال ٢٨ ثانية فقط، في مشهد نفّذه بدقّة فأبهر الجموع التي كانت حاضرة في قاعة «الاتيليه» في الاسكندرية.
وعلى الرغم من أنه كان قد اختار التخصص في هندسة الكمبيوتر، غير أن خياره وقع في النهاية على الرسم كمهنة يعتاش منها، وهذا الخيار ربما ما كان ليحسمه لو لم يتأثر بمشهد لوحاته المعلقة في مكتب الإدارة في مدرسة «السيدة للراهبات الأنطونيات» في النبطية، التي كان قد رسمها عندما كان تلميذاً من تلامذتها.
سافر سلوم ابن بلدة النبطية إلى بلاد أفريقيا وكانت محطته الأساسية في أبيدجان، وهناك أخذ يعتمد أسلوب الرسم السريع في المعارض، في الوقت الذي أخذ يبيع لوحاته «الطازجة» إلى رواد ينتظرونه طوابير في الصفوف لامتلاك رسومات لم تجفَّ ألوانها بعد.
وبدأت موهبة سلوم تكبر، إلى أن قرر العودة إلى لبنان عام ٢٠١٤، وأنشأ بعدها منتدى الفنان الجنوبي الذي يضم حالياً ١١٥ رساماً ومصوراً من لبنان والدول العربية، قبل أن يحصل على شهادة دكتوراه فخرية من المركز الثقافي الألماني الدولي بالتعاون مع البورد الألماني للتدريب والاستشارات، والتي تمنح فقط للشخصيات المهمة في العالم.
في التاسع والعشرين من تشرين الأول عام ٢٠١٦، نزل سلوم ومعه ٦٥ فناناً من لبنان والدول العربية إلى ساحة النجمة في بيروت، وباشروا في رسم مباشر للوحات فنية تحت عنوان «ألوان البرلمان»، وكانت رسالتهم حينها الدفع بالسياحة في لبنان وفتح ساحة النجمة أمام القاصدين، وهذا ما حصل لاحقاً.
وهذه الجولة كانت واحدة من جولات عديدة شملت كل لبنان من الجنوب في الطيبة ومليخ وجويا وصيدا إلى بعقلين وصاليما والأونيسكو وصولاً إلى الشمال في المنية وطرابلس. لكنّ سلوم أراد أن يترك بصمة خاصة له في مسقط رأسه في النبطية، فكان من نصيبها أكبر لوحة جدارية بانوراميك على مستوى لبنان بمساحة ٦٤ متراً مربعاً، تزيّنت بها المدرسة الإنجيلية الوطنية.
صاحب ٥٢٢٥ لوحة حتى اليوم يقول، إن الرسم المباشر السريع في الهواء الطلق أمام أنظار الجماهير له طعم خاص ويُساعد في إضافة جمالية للوحة. وعند سؤاله عن دقة التنفيذ في الرسم بالسكين، يجيب سلوم: «من يرسم بالسكين يعني أنه امتلك خبرة في كل مراحل الرسم، وهذا النوع من الرسم لا يحده قماش أو جدار أو خشب».
يشير ابن الـ٤٧ عاماً إلى أن كل لوحة يرسمها لها «نوستالجيا» خاصة بالمكان الذي يرسم فيه، ويكشف عن أن أكثر من معرض عربي ودولي سيُقام في لبنان خلال الفترة المقبلة، وأنه بصدد تنفيذ مشروع يدخل كتاب غينيس للأرقام القياسية.
سلوم، الذي رسم يوماً الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وشارك في معرض تكريم الفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ العام الماضي، وعلى موعد بعد شهرين مع تكريم الفنانة الراحلة وردة الجزائرية، يؤكد أنه يتجه اليوم للعالمية، كاشفاً أنه سيحمل معه لوحات تحاكي التراث اللبناني إلى المعرض العالمي للرسم التشكيلي المنتظر في العاصمة النمساوية فيينا خلال حزيران المقبل.